الحيوان القليل الادب

ولكن أليست كل الحيوانات قليلة الأدب !
ربما، ولكن هذا الحيوان ينفرد بسلوك غريب، ولذلك وصف بقلة الأدب .
حيوان مستأنس من فصيلة الجمال أي أنه يشبه الجمل في شكله الخارجي .
أين يعيش ؟
الحمد لله أنه لا يعيش في الوطن العربي يعيش في أميركا الجنوبية ...
ما اسم ذلك الحيوان ؟

يتمتع ذلك الحيوان بجسم أصغر من جسم الجمل، وبآذان أكبر من أذنيه .
ولونه أبيض ناصع، أو بني، أو أسود .
وهو أقصر من الجمل، وقدمه أصغر وأدق من قدم الجمل التي يسمى الخف .
أما ذيله فهو أقصر من ذيل الجمل، وليس له سنام مثله .
هل تخيلت شكله الآن ؟

نعم إنه حيوان اللاما .. ولكن لم َوصف بقلة الأدب ؟
اصبر .. ستعرف بعد قليل .
قلنا إن اللاما تشبه الجمل، فكما يوصف الجمل بسفينة الصحراء لأنه صبور يستطيع مقاومة الجوع بتغذيه من الدهن المخترن في سنامه.

كذلك توصف اللاما بأنها سفينة الجبال لأن أقدامها كأقدام الماعز والغنم تستطيع أن تسير بها على الأرض الجامدة وعلى الصخور بسهولة ويسر .
ولحيوان اللاما صوف كثيف جداً يعتبر من أجود أنواع الصوف .

ولكن قلنا إن حيوان اللاما حيوان أهلي، أي أنه حيوان مستأنس، يعيش بين بني البشر ويقوم على خدمتهم .
وهو مع ذلك حيوان قليل الأدب فكيف اجتمعت هاتان الصفتان ؟
نعم اللاما حيوان أهلي فهي تستخدم في أمريكا الجنوبية في حمل الأثقال، وجر العربات، ومع هذا فإن له عادات غريبة، ترى ماهي ؟

فاللاما عنيدة إذا أحست بالتعب تتوقف عن المسير، وترقد على الأرض ولاتعاود العمل مهما أرغمت عليه، ومهما نالها من الضرب والتوبيخ .. فالج لاتعالج .
ولذا يضطر صاحبها أن ينزل الأحمال عنها حتى ترتاح الست اللاما لتعاود العمل حسب مزاجها .
وليس هذا فقط ..
بل إن اللاما متى أحست بثقل راكبها، فإنها تقوم بمحاولة طرده بطريقتها الخاصة .. كيف ذلك ؟

تقوم اللامة بالإستدارة نحو صاحبها الغليظ .. الثمج.. ذو الوزن الثقيل و .....
فووووووووووو ...
نعم هكذا تبصق في وجهه بملء فيها ... ياساتر
وأبشع من ذلك أن لبصاقها رائحة مزعجة جداً ... نعيماً يا استاذ .
لذلك يحرص أهل تلك البلاد أعانهم الله على عدم التعرض لهذا الحيوان ومراعاة مزاجه، وحالته النفسية عندما يكون تعباً .

نسينا أن نذكر أن انثى اللاما تلد مولوداً واحدا ًفي الحمل الواحد وترضعه حتى يكبر .
وتدافع اللاما عن نفسها وعن مولودها بأن تضرب العدو برجليها الأماميتين .
صحيح كما يقال إن اللاما حيوان قليل الأدب .. ولكن منافعة وميزاته بالنسبة لمقتنيه في تلك البلاد لايستغنى عنها . مما يجعله حيوان مرغوب في اقتنائه رغم دلاله ومزاجيته